حالات شفيت من ارتجاع الصمام الثلاثي مش لازم تكون دايمًا في الشباب أو الأطفال بس، لأ، أنا شُفت بعيني حالة ست عندها 68 سنة، وكانت تقريبًا بتموت، ورجعت لحياتها وكأنها اتولدت من جديد. الست دي هي "أم سامي"، جارتنا، واحدة من الناس الطيبين اللي طول عمرهم بيساعدوا الكل، بس فجأة اختفت.

سألنا بنتها، وقالت لنا إن أم سامي كانت تعبانة جدًا، وتعبها فجأة زاد، بقت بتنهج من أقل حاجة، حتى الكلام ما كانتش قادرة تكمله، ورجليها كانت ورمة جدًا، ولون وشها متغير. نقلوها المستشفى على طول، وهناك قالوا إن حالتها حرجة، وعندها ارتجاع حاد جدًا في الصمام الثلاثي، وده مأثر على عضلة القلب وكمان فيه مية على الرئة.

طبعًا الخبر كان زي الصدمة لكل العيلة، والكل افتكر إن مفيش أمل، خصوصًا مع سنها. بس فريق القلب اللي كان متابعها كان قوي جدًا، وبدأوا على طول خطة علاج مكثفة: أدوية لتنظيم القلب، ومدرات بول، وسحب المية من الرئة، وكل شوية فحوصات.

فضلت أسبوعين في العناية المركزة، وبعدها نقلوها لغرفة عادية، وكانت لسه ضعيفة، بس حالتها بتتحسن. بعد شهر من العلاج والراحة، ابتدت تمشي خطوات بسيطة، وصوتها بقى أهدى، وبقت تضحك، وقالت: "أنا ماكنتش فاكرة إني هرجع أشوف النور تاني".

فضلت على العلاج والمراقبة حوالي 4 شهور، وبعد كده لما عملت الإيكو تاني، الدكتور قال: "الارتجاع بقى بسيط، ومش محتاجة تدخل جراحي دلوقتي، بس نتابع". وكانت دي مفاجأة سعيدة لينا كلنا.

اللي كان ملفت في أم سامي إنها التزمت حرفيًا بتعليمات الدكتور، كانت بتاخد دواها في المعاد، وبتقيس ضغطها يوميًا، وبطلت ملح تمامًا، وكمان بدأت تتحرك جوه البيت شوية بشوية.

النهاردة، أم سامي بقت بتطبخ، وبتخرج، ولسه من كام أسبوع حضرت فرح حفيدها الكبير، وكانت لابسة فستان حلو، وقاعدة تضحك وتزغرط وكأنها ماعداش عليها تعب.

قصتها بجد علمتنا حاجات كتير، أولها إن السن مش نهاية، وثانيها إن في أمل في الشفاء مهما كانت الحالة صعبة. واللي فرق في حالتها هو سرعة التدخل، وفريق طبي محترف، وأهم حاجة الإرادة والالتزام.

لو عندك حد كبير في السن وبيشتكي من نهجان أو تورم أو خنقة، ماتتأخرش، اعمل فحص قلب، لأن ممكن تكون المشكلة بسيطة لو اكتشفناها بدري، وممكن تتعقد لو سكتنا عليها